يسدل الستار عشية اليوم عن لغة الكلام ويتحول صراع “الشناوة” و«المسامعية” إلى لغة الأقدام، التي ستحاول حرق الرسومات السيئة والسيناريوهات المشينة التي تكهن بها البعض عن داربي المولودية والإتحاد. إ. العاصمة– م. الجزائر
حيث يسعى لاعبو الفريقين إلى رفع قيمة الداربي مرة أخرى فوق المستطيل حتى في غياب الجمهور، كما يخطط كل طرف ليكون الأفضل ويحصد النقاط الثلاث التي تروي عطشه للانتصارات، وبالتالي وضع حاجز آخر بينه وبين المنطقة الحمراء التي زاد لهيبها أكثر مع بداية العد العكسي لنهاية موسم كروي، كتب على “العميد” والإتحاد أن يكونا فيه طرفا في معادلة السقوط، وهي الوضعية التي لم يتعودا عليها في السنوات القليلة الماضية على الأقل.
الداربي فقد نكهته، لكن نقاطه تبقى غالية ومصيرية
ويجمع كل عشاق المستديرة في الجزائر أو حتى من تستهويهم بطولتنا من خارج حدود القطر الجزائري، على أن داربي المولودية والإتحاد فقد نكهته في السنوات القليلة الماضية لسبب أو لآخر، وأصبح لا فرق بين مواجهة الغريمين وبين مباراة أحدهما أمام أحد أندية البطولة الأخرى. حيث غابت المتعة فوق المستطيل الأخضر، وغابت الأجواء الحماسية في المدرجات بعد خيار المقاطعة الذي انتهجه “الشناوة” و«المسامعية”، ورغم أن لا شيء يبعث على التفاؤل في داربي هذه الأمسية، الذي سيكون كالطعام دون ملح في ظل غياب الجمهور، إلا أن النقطة الوحيدة التي ستعيد التنافس والإثارة فوق الميدان، هو حال الفريقين الذي يضع اللاعبين أمام حتمية التضحية، لأجل تحقيق الفوز الذي يبعدهما عن منطقة الخطر، إذ تبقى نقاط المواجهة مصيرية جدا والخاسر سيعود بخطوات عديدة إلى الوراء.
الفائز إلى بر الأمان والخاسر في خبر كان
ويجمع كل المقربين من بيت “العميد” على أن فريقهم لابد أن يدخل مباراة هذه الأمسية تحت شعار “الانتصار أو الانكسار”، لأجل توعية اللاعبين وتحسيسهم أكثر بثقل المسؤولية على عاتقهم، وقيمة نقاط الداربي الذي يختلف كثيرا عن داربي الطبعات الماضية. لأن قيمة نقاط مواجهة اليوم ستكون مضاعفة وتبعث بالفريق الفائز إلى بر الأمان، أما الخاسر فسيصبح في خبر كان ويدخل نفقا مظلما.
اللاعبون نسوا ما حدث في البرج ويبحثون عن نقاط الفرج
وسيخوض لاعبو مولودية الجزائر داربي هذه الأمسية في ظروف استثنائية جدا، خلفتها الطريقة الغريبة التي ضيع بها زملاء كودري أسهل فوز لهم خارج القواعد هذا الموسم، الثلاثاء الفارط في البرج أمام الأهلي المحلي، وهو الفوز الذي أزم الوضع كثيرا بين المدرب نور الدين وزكري ولاعبيه بعد أن وبخهم كثيرا. ولكن نوعية المباراة التي تنتظرهم هذه الأمسية وقيمة نقاطها، جعلت لاعبي “العميد” ينسون بسرعة ما حدث في البرج، ولا يفكرون إلا في الظفر بالنقاط الثلاث أمام إتحاد العاصمة، وهي التي ستكون نقاط الفرج وتمهد الطريق نحو انتصارات أخرى، تبعد الفريق نهائيا عن دائرة الأندية المهددة بالنزول.
يؤكدون أن منحتهم إسعاد “الشناوة” وإخراج الفريق من الخطر
وفي الوقت الذي تتضارب الآراء حول قيمة المنحة التي سيخصصها رئيس مجلس إدارة الإتحاد علي حداد، لأجل تحفيز لاعبيه مقابل الإطاحة بالمولودية إذ أن هناك من تحدث حتى عن منحة 30 مليون سنتيم، لا يشاهدها زملاء بصغير حتى في المنام، فإن الحديث في معسكر “العميد” لا يدور حول أي منحة خاصة. حيث أجمع لاعبي المولودية في حديثهم إلينا على أن المنحة القياسية التي سيحصلون عليها هي إسعاد الجماهير العريضة للفريق، التي تحب كثيرا الفوز بالداربيات وتسيد العاصمة، ومن جهة أخرى تحقيق خطوة جديدة في مخطط إنقاذ الفريق الذي يهدده من جولة لأخرى.
160 يوم دون فوز للإتحاد في بولوغين
ويمرّ اليوم 160 يوم عن آخر فوز حققه الاتحاد على ملعب بولوغين، فآخر فوز مسجّل داخل الديّار يعود إلى 3 من ديسمبر من العام الماضي أمام جمعية الخروب بهدف دون ردّ من تسجيل حميدي، ومنذ ذلك الحين لم يفرح أصحاب الزي الأحمر والأسود في ملعبه، ولذا فالفرصة مواتية لرفقاء غازي لكي يفرحوا من جديد، وستكون الفرحة مضاعفة إذا تحققت لأنها ستكون في مباراة محلية وإنهاء لفترة الأشهر العجاف.
الدفاع مُطالب بمواصلة التألّق في “عمر حمادي”
وسيكون دفاع الاتحاد المتألق في جلّ المباريات التي لعبها على ملعبه مطالبا بالمواصلة على هذا النهج، فرفقاء شكلام تمكنوا من تأدية مباريات في المستوى، لكن غياب الأهداف من طرف هجوم فريقهم جعل بريق ذلك التألق يأفل في ظلّ النتائج السلبية المتواصلة. فالاتحاد لم يتلقّ أهدافا داخل الديار في آخر سبع مباريات، وهو رقم يُحسدون عليه، فقد وصلوا إلى 728 دقيقة دون أن يتلقوا أيّ هدف.
عبدوني يرفض السقوط بعد صموده 210 يوم و638 دقيقة
ويعود آخر هدف تلقاه مرمى الاتحاد داخل الديار إلى 15 أكتوبر من العام الماضي، وكان أمام اتحاد البليدة في آخر عشر دقائق، ومنذ ذلك الوقت وشباك ملعب عمر حمادي ساكنة دون حراك. ولهذا فالحارس عبدوني يسعى لمواصلة التألق، حيث صمد في ستّ مباريات متوالية، وبلغ 638 دقيقة، وهو ينقص عن دفاع الاتحاد بـ 90 دقيقة كاملة، لأنها المباراة الأخيرة في ملعب بولوغين لعبها معزوزي أمام اتحاد الحراش.