ما بين
فاتحة الحضور وبين خاتمة الغياب ..!
شعر:محمد الزينو السلوم
*مهداة إلى"غصون"المنتثرة ورداً .. والمنتشرة عطراً..
----------------------------
وتلفّت القلب الذي
ما ذاق طعم العشق من زمن
وأغدق في التماهي
بين فاتحة الحضور وبين خاتمة الغياب ..!
وتألقت روحي على ألق التجدد
بعدما هبّت رياح البوح في لغة التلاقي ..
أينعت ثمراً, وهامت في التجلّي ..!
تغدق النجوى على يوم تحدّثنا وينذر بالفراق ..!
ماذا إذا النجوى تلوب على المعاني يا "غصوني"
في فضاءات الأماني ثم تعبث بالذي فينا
وتطرق في الغواية ألف باب.؟!
ماذا إذا السمراء غابت في سراب العمر
تطوي الوقت في صمت التناهي ..؟
ثم توغل في الحضور لترتقي
سحب السماء على بساطٍ العشق تنذر بالفراق.؟!
ماذا إذا ما القلب أقدم دون إذن
بين فاتحة الحضور وبين خاتمة الغياب.؟!
ماذا إذا ما أحرقته الأمنيات وطار فيه الحلم للنجوى
استحال عليه إغلاق القصيدة بعدما انفتحت لها
شرفات ما تهفو إليه الروح في لقيا تمر كأنها
عصف تبدى في شتاء العمر يبحث عن نجوم يا"غصون"..
لا.لم تعد .. -لا ذنب - حيث الغيم غطّاها بثوب من دموع.؟
ماذا إذا كان الحديث – وعمره أيام – ألقى بالقصيدة
في سواقي الليل وابتدأ الصهيل .؟!ماذا؟
وماذا تقدح الأفكار في صمت الغياب؟
إني أحس القلب ينوي أن يبدّل صمته
في ثورة تجتاح ما أبقى الزمان من الوعودِ
ومن متاهات التغني بالتسامي والتسامح والتفاني
في انعدام الوزن حين تجددت فيه العواطف
في بحار من حنينٍ في متاهات الدروب ..!
جاءت فكيف تروح في نزق تبشّر بالغياب ؟
وكيف تخاف ما بعد التأسي والألم .؟
نادى وفي غضب فؤادي :
أنت عندي مثلما الروح التي عشقت بلا لقيا..
وكيف يكون حب والذي يجري كلام في كلام.!
بل لست أحتمل الغيابَ ..
فكيف إن ذقت اللقاءَ .. وكان كالشهد الحضورْ .؟
بل كيف لا.. وأنا الذي أبحرت في ليلٍ
وزورق رحلتي .. أخشى عليه من الغرقْ .؟!
ماذا ؟! وما بين الذي يجري ولا يجري انشطارٌ يا"غصون".!
الموج يوغل في التماهي بين ما يُحكى بليل الوهم ..
أو ما يغزل الشعراء من شعرٍ بحبر سطّروه على الورق..!
يا (غصن أيامي) ويا وردي الذي أحسست فيه شممته عن بُعدْ..
وضحكت من أسوار خوفك في ظلال المغربيةْ.!
قد كانت الأرواح ترسم في الدجى ألوانها ما بين شلال
من النجوى وبين رهافة الأشواق في الليل البهيج..
ودّعتُ .. ما ودّعتُ .. في لغة التمني للغد الساعات ما عادت تمرّ
أنا في ورطةٍ – يا قلب - أسأل:
كيف نجترح النهاية .؟؟
إن ما بيني وبيني تعجز الأشعار
عن إيلاجه .. كيف السبيل إلى النجاة ؟
فزورقي في الشط ينتظر الجوابَ .؟؟
ولا جواب على السؤال فنحن أدرى
بالذي يجري بخاتمة الغياب..؟!