للروح شجن .......فدعوها ترتمي في فسحة هذا الحضن .........تغرق فيه بصدق سرا وعلن ...هذه هي الروح المطمئنة ...فهاهم عباد الله وهاهي رحمة الله ..........فلا تيأسي ولا تقنطي .......
اول البوح .......................................... ان من الحلم ما قتل .
ومن الحلم ما قتل ....
حينما كنت صغيرة ...كانت أحلامي كبيرة ...فكبرتَ ..وصغرت أحلامي ..
ليتني لم اكبر لكي لا تذبل وريقات زهري، وتغتال أحلامي غيلة...فتفصم ظهري ......
ليتني لم احلم لكي لا يضيق الحلم بشساعته ، ويكبر العمر بضيق أيامه ...............
كالبذرة تعهدتها بداخلها ، سقتها أياما وسويعات ولحظات طوال ، تحولت إلى عمر أيامه سجال ، يوم لها ويوم عليها في توال ......... وحين حان أوان القطاف، انكسر ظهرها وشاخت روحها وارتعشت يداها ...كذاك كان حصادها وهما وخيال ............وهما وخيال .........
ليت الزمان يعود...فاحبس أنفاس حلمي فلا يكبر، وأغض الطرف عنه لكي يظل اصغر واصغر ، وامضي بخطى متثاقلة ، وأطيل المكوث في هذا المستقر..
ليت الزمان يعود فأغدو جمادا جمادا كالحجر ..لا لا ليس كالحجر، فان من الحجارة ما يتشقق ، ومنها ما يتدفق منه الماء..أما أنا فاكسر كسرا وأذوب قهرا .. ..وبداخلي ظمأ حينا يغدو سرابا وحينا يتلظى جمرا ....ليت الزمان يعود فأكون سكونا كالموت أو اشد موتا .. علي أخادع مواقيت الزمن وأراوغ حسابات العمر فلا يكبر .........ليت الزمان يعود .....لن احلم أبدا أبدا ...لكي أعيش أمدا ...........وسنين عددا .
قالوا إن الحلم كان اكبر مني ...ما يدريكم ..هل اطلعتم على غيب الأحلام وملكتم مفاتيح أسرار الرؤى ، أم كان علي أن اخفي شهادات ميلادي وتواريخ ازديادي فأراوغكم واحتال عليكم ، فلا تدركوا أيهما اكبر ...حلم احتضر ..أم عمر مختصر .
لن احلم ابدا ....بقدر خيبتي ..وبقدر ضيعة العمر ...لن احلم ابدا........ فان من الحلم ماقتل